تحميل كتاب مهزلة العقل البشرى لـ على الوردى
كتاب رائع واسلوبه سلس وسهل ، يجب علينا كعرب ان نقرأ هذا النوع من الكتب لإننا فعلا وصلنا لدرجة مذرية من عدم المنطق والحديث بغير علم والنفاق. لابد من تبني طريقة تعليمية وإجتماعية تساعد علي تربية الأجيال أن يحكموا العقل ولا نلهث وراء الخرافات التي كان يتم تداولها عندما كان البشر يجهل طبيعتها، اما الأن بعد ان اصبحت خرافات الماضي واقعا ملموسا امامنا، فلابد من تغيير نمط تفكيرنا وهذا سيغير كثيرا في مجتماعاتنا العربية التي طالما استغلها الحكام للعب بمصائر شعوبها ومقدرات بلادهم!
تحميل كتاب مهزلة العقل البشرى لـ على الوردى
الكتاب خليط بين علم النفس و بين علم الاجتماع ، بين السياسة والتاريخ ، بين الميل إلى الحداثة وبين التحذير منها .
الكتاب يمثل سلوك الثورة ، وكاتبنا ثائر فكر متمرس، وقل أن يتوقف الثائر عند احترام مايناقضه من أفكار، ولعل النبيه يعلم هذا السلوك من عنوان الكتاب ، "مهزلة العقل البشري". فالمؤلف يوطئ توطئة ساخنة لموضوع لم يعتد القارئ على طرقه كثيرا، وبقدر كبير من الجرأه. فعندما تقرأ " مغفلاً " أو " سخيفا " يطلقها المؤلف على رموز الأفكار في حقبة مضت ، فاكبح جماحك هنا ، وتذكر أن هذا المؤلف إنما قصد كسر الحرمة عن الأفكار، ونعمت التوطئة إن أعتق القارئ نفسه من الأفكار المسبقة.
لا تدرى حين تقرأ لعلى الوردى فى أى موقف هو ؟ هل هو مع المدنية والتحضرأم مع البدائية وفطرتها و نقائها ؟ فتارة ينتقد وتارة يمدح وربما تجد أحيانا على الوردى يذهب فى اتجاه رأى معين ثم يهدمه بكلمة و تعبير مستدرك على هذا الرأى، خذ مثلا عندما ينتقد موقف المتعصبين ومنطقهم ثم تراه يورد رأيا للجاحظ ويفسره بالاتى " إن اّراء الأنسان وعقائده ليست إرادية ، بل هى مفروضة عليه فرضا ، وإنها لنتيجة حتمية لكيفية تكوين عقله وما يعرض عليه من الاراء فمن عرض عليه دين فلم يستحسنه عقله فهو مضطر إلى عدم الإستحسان . وليس فى الإمكان أن يستحسن . وهو إذن ليس مسؤؤلا عن اعتقاده " و كأنه بهذا التفسير يعطى مبررا لكل من يتعصب لرأى ما أو عقيدة ما.
يهاجم على الوردى فى كتابه مهزلة العقل البشرى المنطق القديم فى عمومية تؤخذ عليه فى بعض الأحيان (أفلاطون وأرسطو مثاليين) ثم يمدح منطق سقراط ويورد ما يجعل من سقراط مختلفا عن لاحقيه ويرى أن سقراط لم يهاجم السفسطائيين و يمدح السفسطة و يرى أن الحضارة الإنسانية خسرت الكثير بهدم السفسطة ويعيب على منتقديه الذين أوردوا تلك الصفة فى كتاباته ويرى أنها ميزة وليست عيبا و الحق أن على الوردى تشعر عندما تقرأهذا الكتاب أنه يريد أن يكون حياديا وموضوعيا أكثر من اللازم إلى درجة أنه فعلا يقع فى فخ السفسطة والجدل الدائم مع نفسه ومع من حوله .
0 التعليقات :
إرسال تعليق